تاريخ القطعة
عندما كانت د. ريم طارق المتولي تحضّر لرسالة الدكتوراه سافرت عبر الإمارات للقاء مجموعات مختلفة من الأشخاص لجمع معلومات حول الملابس التقليدية واقتناء نماذج منها. وخلال إحدى تلك الزيارات اشترت هذا اللباس العلوي (ثوب) من السيدة فاطمة سالم أحمد من دبي.
وُلدت فاطمة سالم حوالي عام 1956، وهي خريجة مدرسة ثانوية. تزوجت من ابن عمها وأنجبت منه 3 بنات وولدين. كانت تمتلك أسطول سيارات أجرة وتدير عملها من منزلها. منذ أوائل السبعينيات وحتى الآونة الأخيرة؛ تطلّب تسجيل الشركات في الإمارات العربية المتحدة وجود نسبة 51% لمواطن إماراتي، وكان هذا الإجراء الحكومي معمولاً به لضمان زيادة دخل المواطنين. بالإضافة إلى ذلك؛ لم يُسمح لغير المواطنين بتسجيل أكثر من سيارة باسمهم، وهذا بدوره شجع العديد من النساء الإماراتيات – وخاصة اللواتي لا يملكن مهارات أو مؤهلات- على اقتناء سيارات الأجرة وتشغيلها مع شركاء آخرين، وكان بإمكان كل سيدة إماراتية وفي أي مكان من الإمارات تسجيل سيارة أو أسطول سيارات باسمها وتتشارك الدخل الناتج مع السائقين الآسيويين.
ميزات القطعة
يعتبر هذا اللباس العلوي (ثوب) أحد القطع المهمة التي تملكها مجموعة زَيّ لأنه مثال ممتازً ونادرً عن التطريز الآلي بخيوط الفضة الخالصة (خوار_تولة).
والثوب بالأساس عبارة عن نسيج شبكي حريري تم طيّه ومن ثم قصه عند في منتصف الطية لتكوين فتحة العنق، فيما تمت خياطة حواف القماش يدوياً من الجانبين السفليين لإنشاء كمين واسعين.
محيط خط العنق (حلج) والمحور المركزي (بدحة) مزينان بتطريز آلي كثيف (ترجيبة) أو (جلع)، والتطريز عبارة عن خيوط فضة (خوار_تولة) مشغولة مع خيوط حرير (بريسم) ملونة.
تعتبر بدحة الثوب نموذجية بما يتوافق مع فترة شغلها، فهي أصغر حجماً من النماذج الأحدث. والتطريز بخيوط الفضة (خوار_تولة) موجود تماماً داخل خط الكتف، ثم يضيق التطريز كلما اتجهنا نحو الأسفل. وهذه البدحة أكثر نعومة وأقل قوة وتفاصيل من تلك التي تم شغلها لاحقاً وخصوصاً من تسعينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر.
قماش التول المعروف محلياً باسم (بو_نفة) يُستخدم على نطاق واسع لخياطة الملابس العلوية من (أثواب) وأحجبة (شيل)، وذلك بسبب طبيعته الشبكية وشفافيته. فهو يسمح ببقاء جزء كبير من الملابس الموجودة تحته مرئية. وعادة ترتدي النساء تحت هذا الثوب قميص (كندورة) بلون مغاير له، ولباس داخلي (صروال)، فتبرز كل قطعة على حدة وتخلق مظهراً نابضاً بالحياة.