تاريخ القطعة
في عام 2018 تواصلت د. ريم طارق المتولي عبر الأنستغرام مع السيدة ميرة أحمد حمدان – أم سعيد، وهي إحدى متابعات مُبادرة زَيّ التي تمنّت أن تتبرع بهذا القميص (كندورة) للمجموعة.
والسيدة ميرة خريجة جامعية، متزوجة من ابن عمها ولديها 5 بنات و3 أبناء. تعمل مدرسة ابتدائية. وهي تؤمن بأهمية غرس الفخر الوطني لدى طلبتها من خلال الحفاظ على التراث التقليدي.
ميزات القطعة
هذا القميص مهم للغاية كونه يظهر التطور الذي حصل مع الألفية الثانية لهذا النوع المحدد من الأقمصة التي تُدعى محلياً باسم (كندورة_عربية). وهذا النوع من الأقمصة (كندورة_عربية) خاص بالإمارات. فهو ذو شق عمودي (شج) يقع في الجانب الأيسر من خط العنق ويمتد إلى أسفل الصدر، ويُعتقد أن أصوله تعود إلى لباس (كورتا) البنجابي، ويحقق الشج غايتين، أولهما وظيفية، والأخرى زخرفية. فقد سمح وجوده بتسهيل تمرير الرأس منه، ففتحة العنق تتسع بمجرد فتح الأزرار الموجودة فيه، سواء الأزرار الكروية المصنوعة من خيوط القطن (عقم) أو التي جاءت بعدها، وهي أزرار كبس معدنية (صك_وبق).
في هذ المثال نجد أن أسلوب الخياطة قد تطوّر، فبدأت فتحة العنق (حلج) تتسع لإظهار القلائد غربية الطراز، وسرعان ما أصبحت تلك المسألة قاعدة. بالإضافة إلى ذلك فإن الخياطين غير الإماراتيين لم يكونوا عارفين بالتطريزات التراثية النابعة من الثقافة الإماراتية المحلية، وهو ما أدى إلى اختفاء الشق الجانبي التقليدي، والذي تحول إلى مجرد شكل زخرفي مطرز في الجانب الأيسر من اللباس.
ومن المثير للاهتمام أن معظم الخياطين ليسوا من السكان الأصليين، وهم بالتالي يفتقرون إلى المعرفة الأساسية بالتراث الثقافي للمنطقة، الأمر الذي أدى إلى عدم الحفاظ على تلك الميزة، أي الشق، فقد أصبحت مجرد تطريزات وزخارف موجودة على الجانب الأيسر من الكندورة. وللأسف بهذا التطور الذي حدث فُقد تاريخ الشج، للخياطين وللنساء الإماراتيات اللواتي ما زان يرتدين النسخة المعاصرة من زي كندورة_عربية.
خِيطت هذه الكندورة من قماش حرير مخطط معروف محلياً باسم (بو_نسيعة)، وهي أكثر اتساعاً من النماذج المتعارف عليها، وبالتالي لم تتطلب وجود قطعتي قماش عند الإبطين (باط)، كما أن الكمين عريضين نسبياً، ويتم إغلاق سواريهما بأزرار الكبس المعدنية (صك_وبق)
والتطريز مشغول حول خط العنق وسواري الكمين (حيول) بخيط معدني ذهبي (زري)، حيث طُرزت زخارف نباتية وأرابيسك معقدة، ثم أضيفت أحجار كريستال (فصوص) ذات قواعد معدنية لإضفاء المزيد من اللمعان.