تاريخ القطعة
في صورة كانت قد جمعت بين الشيخ الراحل خليفة بن زايد آل نهيان وبنات من عائلته أثناء استقباله لهن خلال احتفالات العيد في عام 2011؛ رصدت د. ريم طارق المتولي فتاتين هما الشيخة شمسة والشيخة حمدة ابنتا الشيخ هزاع بن طحنون بن محمد آل نهيان، وكانتا ترتديان زيين تقليديين تمّت خياطتهما بتكليف من خالتهما الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان.
وقصة ضم أحد هذين الزيين (ثوب_كندورة) إلى مجموعة مُبادرة زَيّ مثيرة. من النادر جدًا أن تجد صورة للشيخ الراحل خليفة بن زايد آل نهيان مأخوذة مع نساء يرتدين الزي التقليدي. ونظراً للصداقة التي تربط بين د. ريم والشيخة موزة بنت محمد بن خالد آل نهيان والدة الشيختان شمة وحمدة؛ فقد اتصلت بها عام 2018 للسؤال عن مصير الزيين، وحينها ضحكت الشيخة موزة وقالت بأنهما أُهديا منذ فترة طويلة، مذكِّرةً د. ريم بأن الفتاتين كبرتا، وأن الشيخة حمدة أصبح عمرها 17 عاماً. وللعلم؛ فإن في الثقافة العربية تقليد يتمثل بتمرير ملابس الأطفال الذين يكبرون للأطفال الأصغر سناً.
لكن في نهاية المطاف، وبعد بعض الاستفسارات التي أجراها موظفو القصر؛ تم تعقب أحد الزيين، والذي كان قد أُهدي لأسرة موجودة في المغرب. وكما هو الحال في معظم الثقافات فمن المعيب، لا بل من العار، إعادة شيء بعد إهدائه، إلا أن ندرة هذه القطعة كانت السبب وراء طلبها ثانية، مع تقديم الاعتذار الشديد للأسرة المغربية. وكهدية بديلة تم إرسال المزيد من الأثواب، خاصة وأن السيدة المغربية التزمت بإعادة الزي إلى الإمارات، ومن ثم أُهدِي لمجموعة مُبادرة زَيّ دعماً لنشاطها في مجال الحفاظ على الثقافة العربية.
الشيخة موزة بنت محمد بن خالد آل نهيان تزوجت من ابن عمها الشيخ هزاع بن طحنون آل نهيان عام 2000. كلا الزوجين حاصلين على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، ولديهما ابنتان وولدان.
الشيخة حمدة بنت هزاع بن طحنون بن محمد آل نهيان ، ولدت ابنتها في عام 2003 ، وهي حاليًا في عامها الأول في كلية لندن للاقتصاد بهدف دراسة القانون.
ميزات القطعة
قبل الثمانينيات كان الذوق العام يسمح بوجود تضارب في ألوان وتقنيات اللباس التقليدي، لهذا كانت المرأة ترتدي ثوباً مناقضاً للكندورة. لكن مع تطور هذا الذوق دخلت عادة خياطة الطقم المتطابق، والذي عُرف باسم (ثوب_وكندورة). وفي التسعينيات تطور هذا النوع من الألبسة حيث تمّ دمج القطعتين المتطابقتين بفتحة عنق واحدة فأصبحا قطعة موحدة تُدعى ثوب_كندورة يتم ارتداؤها في المناسبات الاجتماعية.
ويُطلق على هذا المثال اسم ثوب_كندورة (ميزع) لأنه مكوّن من عدة مقاطع من الأقمشة. تقليدياً؛ كانت بقايا الأقمشة – وخصوصاً باهظة الثمن – تُستخدم لخياطة ملابس جديدة كنوع من التقشف وإعادة التدوير. وبمرور الوقت صار هذا النمط طرازاً بحد ذاته يُعرف باسم ميزع.
ونسيج هذا المثال مكوّن من مقاطع أقمشة مصنوعة من حرير شيفون فرنسي رقيق جاءت بألوان متعددة تشتمل على البنفسجي الملكي، الأخضر العشبي، والأحمر الداكن. وهو مطرّز (مخور) آلياً بخيط معدني ذهبي (زري) بزخارف أرابيسك وأخرى نباتية، حيث يبرز التطريز محيط خط العنق والمحور المركزي (بدحة) ودرزات المقاطع في الثوب، وكذلك سواري الكمين في الكندورة التي خِيطت من حرير ساتان فرنسي أرجواني، كما أُبرز التطريز بأحجار كريستال_كي سواروفسكي (فصوص) بألوان الأرجواني الملكي، الأخضر العشبي، والأحمر البلوري.