ملاحظة عن القطعة
كانت مبادرة زي محظوظة لحصولها على هذه القطعة النادرة، مع قطعة أخرى مشابهة (ZI1975.50030 UAE) من مصدر واحد، كلتاهما في حالة ممتازة.
تاريخ القطعة
نظراً لمفاهيم الحياء والحشمة السائدة في الثقافة العربية يعتبر هذا اللباس الداخلي (صروال) أحد أندر الملابس الداخلية النسائية في الإمارات، وقلما يصل مثله إلى الأسواق نظراً لقدمِه، ولقيمته المرتفعة بسبب زينة الفضة الموجودة عليه، وأخيراً وليس آخراً لأنه لباس داخلي.
وحتى اليوم لم تجد د. ريم طارق المتولي سوى أمثلة قليلة تشبهه. ومُبادرة زَيّ محظوظة لوجود ثلاثة أمثلة منه ضمن مجموعتها.
تم شراء هذا الصروال من سيدة اختارت عدم ذكر اسمها ونعرفها باسم أم عبد الله من قبيلة المهيري بدولة الإمارات العربية المتحدة.
توقفت أم عبد الله عن ارتداء ذلك الصروال لأنه بات قديم الطراز، غير أنها احتفظت به لسببين، أولهما: قيمة سواري كاحليه المزيّنين بشرائط الفضة (بادلة_فضة)، وثانيهما: لأسباب عاطفية فقد ورثته عن والدتها (مخلف_عليها)، وأمها ورثته عن أمها. وتتذكر أم عبد الله وهي طفلة جدتها عندما كانت ترتديه لكن نسيجه كان مختلفاً لأن والدة عبد الله أعادت تدويره مستبدلة قماشه الأصلي بخامة حريرتفتا (برشوت) وبلونها المفضل الفوشيا.
كانت أم عبدالله تشعر بالخجل (حشيم) عندما طلبنا هذا الصروال لأنه لباس داخلي، لهذا تحفظت على ذكر اسمها كاملاً. وهي مثل كثير من النساء اللواتي لا يدركن قيمة توثيق أغراضهن الشخصية وأهمية وضعها ضمن مجموعة تاريخية، وبالتالي لم يكن من السهل إقناعهن بالتخلي عن مثل تلك القطع لصالح مُبادرة زَيّ إلا بعد تقديم مقترح لهن باستخدام أثمانها للمساهمة في بناء مسجد أو مدرسة كـ(صدقة). وتعود أسباب تحفظهن تلك لعدة أمور، أولها باعتبار أن الملابس هي داخلية وبالتالي خاصة للغاية، وثانيهما أن البيع بحد ذاته قد يُشير إلى حاجتهن للمال، بالإضافة إلى سبب آخر يتجلى بأن عمل الخير- ثقافياً – يتطلب السرية.
ميزات القطعة
استُخدِم نسيج القطن الزهري لهذا الصروال. تم تجميع محيط الخصر الفضفاض وتثبيته في مكانه باستخدام الحبل القطني التقليدي (نسيعة). تظهر الأرجل الضيقة من الأسفل والمزينة عند الكاحل بأساور بقايا الأزرار المعدنية (صك_وبق) للفتح والإغلاق ، وربما تحل محل الأزرار الكروية المصنوعة من خيوط القطن التقليدية السابقة (عقم).
بما أن الفضة هي العنصر الرئيسي المستخدم في تزيين الصروال (تلي بادلة) فهذا يعني أن خياطته عموماً لم تتم من أجل ارتدائه بشكل يومي، ما عدا السيدات المقتدرات اللواتي كن يستطعن ذلك.
صنعت الـ(بادلة) من شرائط الفضة الخالصة المضفورة التي تُدعى (خوص تلي)، وهي مثال مادي على المقولة العربية التقليدية (زينة_وخزينة)، أي “الجمال والثروة في آن معاً”. وعادة كان سوارا ساقي الصروال يزينان بالفضة لإبراز الذوق الرفيع للمرأة ومكانتها الاجتماعية، لكنها وقت الحاجة تصهرها وتبيعها.
تتكون البادلة – وهي الحاشية الخارجية لكفتي الصروال – من شرائط مضفورة تدعى (فتول) أو (فاتلات)، يتم تكوينها من خيوط قطن (هدوب) أو خيوط حرير (بريسم) أو خيوط صناعية (نايلون) مع خوص (فضة) أو تلي فضة مطلي بلون ذهبي، أو من أسلاك معدنية ذهبية أو فضية اللون (زري). وقد عرفت الإماراتيات أكثر من 40 تصميماً مميزاً على اختلاف عرض تلك التصاميم ودقة شغلها، وغالباً كل تصميم كان يسمى حسب شكل زخرفته.
وتتكون البادلة عادةً من الجزء المركزي الكبير(بيت) والأطراف (طراف) أو (بروي). ويمكن أن يكون البيت ما بين ضفيرة واحدة و20 ضفيرة من (فتول تلي) وبزخارف مختلفة، ثم تخاط الضفائر يدوياً مع بعضها البعض على أن يكون البيت محاطاً بالطراف لتشكيل حدوده.
يتضمن النمط الأساسي التقليدي للبادلة عدة أقلام تدعى (تلي_شكل) وتعرف أيضاً باسم (بروي)، وهي تقع بين البيت والطراف. وعادة ما يوضع (تلي_قيطان) على الطرف السفلي، بينما يزين الطرف العلوي بشكل (تلي_غولي) أو (تلي_منشارة). ويتم صنع كل ضفيرة بشكل منفصل ثم تخاط الضفائر يدوياً مع بعضها البعض.
عادةً يتم تخصيص البادلة العريضة والكبيرة كما في هذا المثال للمناسبات الاجتماعية، في حين يتم تخصص البادلة الأصغر حجماً والأضيق كما في المثال (ZI1975.50030 UAE) للصروال اليومي أو لصراويل للسيدات المسنات.
في هذا المثال، صنعت الضفيرة العلوية من خيوط قطنية سوداء اللون (هدوب) وخوص فضة تم تشكيلها بهيئة أسنان منشار ولهذا سُميَت (تلي_منشارة). يوجد تحته مجموعتان مكونتان من خمسة ضفائر بأسلوب الغرزة الجارية (تلي_فتول) ؛ يتبعه الشريط الرابع من خيط القطن الأخضر وخوص الفضة بغرزة تشبه الأفعى (تلي_غولي) ؛ الشريط الخامس مزين بغرزة حمراء بطول 5 سم (تلي_فتول) ؛ يتبعه شريط بعرض 2 سم من الزخارف المثلثية المتناوبة المتكررة (تلي_مثلثات).
تم إنشاء حواف كفتي الصروال (طراف) بأسلوب 5 سم من (تلي_فتول) ؛ باستخدام الأحمر ثم الأبيض، متبوعاً بزخرفة أفعى بعرض 1 سم (تلي_غولي_مربع) ؛ متبوعاً بثلاثة خطوط من (تلي_قيطان).