تاريخ القطعة
حصلت د. ريم طارق المتولي على هذا الوشاح (شيلة) كهدية من السيدة حصة خميس – أم سـرور – وذلك خلال إحدى زياراتها الميدانية لمدينة العين، وحينها كانت تجمع بيانات ومعلومات حول الملابس التقليدية في الإمارات لتضمينها في رسالة الدكتوراه التي كانت تعدّها. قابلت د. ريم السيدة حصة وهي المحترفة والماهرة في صناعة القش (سفيفة)، وهي التي شرحت تفاصيل العديد من الحرف التقليدية، ثم أهدت د. ريم الشيلة التي تمت إضافتها في الوقت المناسب إلى مجموعة زيّ.
السيدة حصة امرأة بسيطة، لم تتعلم القراءة أو الكتابة. تزوجت من ابن عمها وهي في سن الـ13، وأنجبت 3 بنات و4 أبناء. تعلمت التجارة من والدتها وخالاتها اللواتي كن محترفات بشغل الشرائط المعدنية (تلي) وبصناعة البراقع.
ميزات القطعة
تمت خياطة هذا الوشاح (شيلة) من قماش قطن خفيف سادة هندي (شاش)، وطوله هو طول النسيج ذاته والذي كان يُصنع بأوزان وبسماكات مختلفة، ويشيع استخدامه في منطقة الخليج بأكملها ومن بينها الإمارات. ويُستخدم هذا الوشاح لتغطية الرأس والجزء العلوي من الجسم. وهو معروف على نطاق واسع بعدة أسماء من بينها (ندوة)، (وسمة)، و(وقاية).
قبل الثمانينيات حيث كان الزمن صعباً؛ كان هذا النوع من الأوشحة يخاط من قطعتي قماش (فجتين)، فتتم درازتهما طولياً عند خط الوسط لإنشاء شكل مستطيل وعريض بما يساعد المرأة على تغطية كامل جسدها فيكون بمثابة رداء خارجي ترتديه في المنزل والأمكنة العامة حيث تعمل، وبالتالي يمكن اعتباره بمثابة (عباية) عملية واقتصادية في الوقت الذي يكن متاحاً اقتناء العباءات إلا من قبل عدد قليل من السيدات المقتدرات مادياً.
وعادة تُترك حواف القماش الخارجية من دون حبكة أو خياطة، وهو ما يسمح بنسل الخيوط منها لاستخدامها في خياطة فجتي القماش يدوياً مع بعضهما البعض وهو ما يكوّن خط الوسط. عموماً، تسدل المرأة الشيلة على رأسها وتلفها بطريقة تجعلها تغطي معظم مساحة جسمها، وغالباً ما تثبتها إما بالعض على طرف القماش الذي يتدلى من الجهة اليمنى أو اليسرى من وجهها، لكن في أحايين أخرى يمكنها جمع أطراف الشيلة كلها لتدسها تحت إحدى ذراعيها، أو تمسك بإحكام بإحدى الحواف بيد واحدة لتغطية جسمها ووجها كاملاً مع ترك إحدى عينيها مكشوفة لتتمكن من الرؤية.
وهناك طرائق أخرى شائعة لارتداء هذا النوع من الأوشحة، بحيث تشد المرأة الجزء العلوي من الوشاح والمسدل أصلاً على الرأس ليغطي الوجه كاملاً وخط الصدر، كما بإمكانها إمساك إحدى الزوايا الملتفة بكلتا يديها ومن ثم قلبها بما يمكّنها من تغطية وجهها كاملاً ورقبتها وصدرها. ومن شأن هاتين الطريقتين تشكيل غشاء يخفي رأس وجسم المرأة، وهذا هو مصدر مصطلح (غشوة). وعموماً – ولمزيد من الاحتشام – تنفذ المرأة إحدى الطريقتين بشكل غير متوقع وبسرعة كبيرة وأناقة وحس عالٍ إذا عبر غريب من المكان.