تاريخ القطعة
يعتبر هذا اللباس العلوي (ثوب_هاشمي) أحد الأزياء الثمينة التي تملكها مًبادرة زَيّ، كونه يدل على مرحلة مهمة من تاريخ العراق. وتعود ملكيته أساساً للدكتورة أمت زهاوي خالة السيد بشار القلمچي زوج د. ريم طارق المتولي.
ولدت أمت عام 1920، وكانت من أوائل الفتيات العراقيات اللواتي تخرجن من الكلية الملكية للطب في بغداد عام 1943، ثم التحقت بالتدريب في المستشفى الملكي التعليمي ومستشفى رعاية الأطفال في بغداد. عام 1947 سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإتمام دراساتها العليا، وهناك تدربت في المستشفيات المتخصصة بطب الأطفال في كل من لوس أنجلوس، سان فرانسيسكو، وبوسطن.
في عام 1950 اجتازت د. زهاوي اختبار مجلس ولاية كاليفورنيا، ويعتقد أنها أول سيدة عراقية حصلت على رخصة لممارسة الطب في الولاية. لم تتوقف د. زهاوي عند هذا الحد، بل أتمت دراستها وتخصصت في حساسية الأطفال ومارست تخصصها في عيادتها بمدينة أورانج بولاية كاليفورنيا.
في خمسينيات القرن الماضي اقتنت د. زهاوي هذا الثوب الذي طلبته من أسرتها في العراق، فاشتروه من البصرة وأرسلوه إليها إلى أمريكا، وهو من أجود أنواع أثواب الهاشمي، لكن ولسوء الحظ لم تتوافر لها الفرصة لارتدائه كثيراً.
أما عدسة الفنان العالمي جون كوخ؛ فقد استطاعت تأريخ لحظة ارتدائها الثوب في مدينة نيويورك بصورة فوتوغرافية وحيدة، وكان ذلك عام 1960.
ميزات القطعة
ثوب_هاشمي من حرير شيفون أسود شفاف، وهو واسع يشبهه كثيراً ثوب النشل حيث تمت خياطته بشكل حرف (T).
الثوب مطرز بكثافة بخيوط الفضة الخالصة (زري) بأشكال دائرية متراصة فوق بعضها البعض، وقد زُيِّن التطريز بقطع ترتر معدنية ذهبية لامعة، وبذات الأشكال تم تطريز فتحة العنق (الحلج) والمحور المركزي (البدحة)، وامتد التطريز أيضاً من لوحي الكتفين خلفاً إلى الأمام، نزولاً إلى أسفل الثوب، كما طُرزت بكثافة القطعتان المثلثتان (الباط) الموجودتان تحت الكمين الواسعين جداً، وغُطِيت جميع درزات الثوب بتطريز يشبه الخط المتعرج، حيث يمتد خطين متعرجين من لوحي الكتفين خلفاً إلى الأسفل.
ونظراً لقدم الثوب فقد أصابه تلف بسيط في الجهة اليسرى حافة القماش السفلى.
مزيد من التفاصيل
يشبه الثوب_الهاشمي كثيراً من حيث التفصيل الثوب النجدي وثوب النشل.
وكما ورد في بعض المصادر فإن جذور هذا التفصيل بالتحديد تعود إلى الحضارة السومرية. فيما تذكر مصادر أخرى أن سبب تسمية اـثوب ببهذا الاسم يعود إلى أن نساء بني هاشم اشتهرن بارتدائه. أما أشهر مناطق خياطته في العراق فهي النجف، الحلة، والبصرة التي انتقل منها إلى دول الخليج.
وارتداء هذا الثوب مرتبط بالأفراح، وحتى ستينيات القرن الـماضي ظل حاضراً بقوة في العراق كزي تقليدي فخم. وتحت هذا الثوب المميز ترتدي المرأة فستاناً طويلاً بلون مختلف ليبرز جماله وتطريزاته الأنيقة.