تاريخ القطعة
في عام 2018 تواصلت السيدة شيخة السويدي مع د. ريم طارق المتولي عبر الأنستغرام بقصد التبرع لمجموعة مُبادرة زَيّ بهذا القميص (كندورة). تعود ملكية تلك الكندورة بالأصل لجدتها الراحلة حمدة بنت مطر المري زوجة علي مطر عبيد الضبع السويدي.
وحمدة مطر المري كانت صديقة مقرّبة من عوشة بنت حسين بن ناصر لوتاه والدة كل من د. موزة ود. رفيعة غباش. وقد وافتها المنية وهي في الثمانينيات من العمر.
وصلت الـكندورة مع زجاجة عطر، بالإضافة إلى رسالة توضح أن حفظ الكندورة لا بد وأن يكون مع بقايا عطر الراحلة.
ميزات القطعة
يتميز هذا القميص (كندورة) بالشق (شج) العمودي الموجود في الجانب الأيسر من خط العنق، والذي كان يميز النماذج القديمة من الكنادير التي أصبحت تُعرف محلياً باسم (كندورة_عربية)، وهو أسلوب خاص بالإمارات.
بالدرجة الأولى، وحين بدأ توسيع الـشق رويداً رويداً كان المعيار لذلك هو الكشف عن الجواهر غربية الطراز، ولكن تلك المسألة وُلدت أيضاً نتيجة عدم معرفة الخياطين غير الإماراتيين بالتطريزات التراثية الثقافية المحلية، فقد تم نسخ التصاميم والأشكال وتنفيذها من دون فهم الوظيفة الأصلية لتفاصيلها. ومن المفارقات أن ذلك الأمر أدى إلى قيام الخياطين بعمل شق خلفي ليحل بوظيفته محل الـشق الأساسي.
إغلاق فتحة الـشق كان يتم بأزرار كروية صُنعت من خيوط القطن وتُدعى (عقمة) أو بأزرار كبس معدنية تُدعى (صك_وبق)، لكن في نلك الكندورة لم يتبق عليها ما يدل على استخدام أي من هذين النوعين.
خامة هذه الـكندورة من حرير تفتا بنفسجي اللون، وقد تمت خياطتها وتطريزها آلياً بخيوط فضة (خوار_تولة) وذلك حول محيط العنق (حلج) والـشق وسواري الكمين (حيول)، ومن ثم تمت تحلية تلك المناطق بتطريزات تمت بخيوط معدنية ذهبية، وبخيوط زقاء وخيوط حمراء أيضاً، فتم تشكيل زهور وأوراق بسيطة للغاية مع زخارف أرابيسك.
وتعتبر هذه الكندورة نموذجية في وقتها، فهي قصيرة إلى الحد الذي يظهر سواري (بادلة) اللباس الداخلي (صروال)، والذي يأتي عادة بلون مغاير للونها.
كما تعتبر هذه الكندورة مثالاً مادياً على المقولة العربية التقليدية (زينة وخزينة)، أي “الجمال والثروة في آن معاً”. فالزينة الفضية أضيفت لإبراز الذوق الرفيع للمرأة ومكانتها الاجتماعية، لكنها وقت الحاجة تصهرها وتبيعها.