ملاحظة عن القطعة
تم التبرع بهذا الثوب بالإضافة إلى ثوبين آخرين هما (ZI2021.500913.2 PALESTINE) و(ZI2021.500913.1 SYRIA) لمجموعة زيّ.
تاريخ القطعة
حصلت وداد كامل قعوار على هذا الثوب من منطقة عجلون الواقعة في شمال الأردن، ثم تبرعت به لمبادرة زيّ بعد الجلسة النقاشية التي حضرتها مع د. ريم المتولي عبر الإنترنت في فبراير 2021، حيث ناقشتا شغف حياتها بجمع الملابس المطرزة من فلسطين والمناطق المحيطة بها.
والسيدة وداد هي مؤسسة مركز طراز في عمان، الأردن، وتمتلك أكبر مجموعة من الأزياء التقليدية الفلسطينية والأردنية والعربية في العالم، كما أنها مؤلفة كتاب “خيوط الهوية” بالإنكليزية. ويعتبر الكتاب سجلاً للزي الفلسطيني وللنساء اللواتي صنعنه ولطريقة ارتدائه. ويتضمن الكتاب تدويناً لسيرة طفولتها وشبابها التي قضتها في كل من بيت لحم ورام الله، حيث كانت وداد محاطة بالنسيج والتطريز الفلسطيني التقليدي. وقد شجعتها الحرب والتهجير من فلسطين ليس فقط على جمع الأشياء، إنما على توثيق قصص وإرث النساء اللائي فقدن بيوتهن وثقافتهن. بالنسبة لوداد كل عنصر من عناصر مجموعتها هو بمثابة تذكير بشخص ومكان وحدث، وهي التي تنبع معرفتها من القصص الشخصية للنساء اللاتي صنعن وارتدن تلك الأزياء.
لمزيد من المعلومات حول السيدة وداد كامل قعوار ومركز طراز: هنا
ميزات القطعة
يوجد تنوع كبير في الأزياء الأردنية التقليدية، فهي تختلف من منطقة إلى أخرى. والفخر موجود في تلك الاختلافات. فغالباً ما تشير الملابس المزخرفة إلى الهوية وإلى اتصال الفرد بقريته أو بعشيرته.
هذا الثوب – من مجموعة مبادرة زيّ – من منطقة عجلون الواقعة في شمال الأردن، وهو قد يعود إلى أوائل الأربعينيات نظراً لاحتواء قماش الثوب على بعض الخيوط الصناعية والتي ظهرت فقط في السوق في الأربعينيات. والثوب الأردني الشمالي الذي يُطلق عليه اسم (شرش) أو مِدْرَقة؛ له طول واحد من الأمام والخلف، وهو بكمين غير واسعين وياقة منخفضة على شكل حرف V. يتم ارتداء الثوب دون وضع حزام له، ويتم ارتداء قميص أسود أو أبيض تحته لتغطية المنطقة المحيطة بفتحة العنق. وفيه عادةً ما يتم تطريز محيط خط العنق والكمين والجانبين والحاشيتين بأشكال معقدة، كما في هذه القطعة.
وتطريز الأزياء الأردنية مختلف عن التطريز الفلسطيني والذي هو في الغالب عبارة عن غرز متقاطعة تُدعى (فلاحي). يعتبر شمال الأردن أحد أفضل الأمثلة على حرفة التطريز، ويرجع ذلك على الأرجح إلى اتصال المنطقة مع جنوب سوريا ومع شمال فلسطين، ومنهما يتم الحصول على خيوط التطريز.
إن التطريز الموجود في منطقة الصدرهو مثال رائع على الأسلوب المتقن للتطريزوالذي يُدعى (مقطعة)، وهو أسلوب فريد من نوعه في منطقة حوران عموماً جنوب سوريا، ومن بينها شمال الأردن. والمقطّعة هي وحدات تطريز تتكون من مجموعة خطوط مستقيمة مطرزة بخيوط متعددة الألوان، أي الأخضر والأبيض والأحمر، تكون ومحاطة بإطار من خطوط منفذة بخيوط حمراء اللون، وتزين هذه الزخرفة حواف زيزاك متعرجة، وتحيط بالثوب من الأسفل وجانبيه وقبته كميه. والخطوط الملونة هي مثال على تطريز يُدعى (لف).
مع هذا الثوب تضع المرأة المسنة وشاحاً أسود اللون يُدعى (ملفع)، تلفّه حول رأسها وتترك جزءاً منه يتدلى فوق منطقة الصدر لتغطية فتحة العنق. وعادة ما ترتدي المرأة صغيرة السن وشاحاً به عدة ألوان. أما الجبين فيتم لفه بشال يُدعى (عصبة)، وهي عبارة عن قطعة قماش مصنوعة من الحرير، بعد لف الجبين بها تُعقد على جانب الرأس لتشكّل ما يشبه العمامة.
والنساء العجلونيات يشتهرن بارتداء هذا النوع من الأثواب، وكذلك باستخدامهن الجواهر، حيث يتم تزيين كل جزء من الجسد بزينة معينة، أي اليدين والقدمين والرأس والعنق والأذنين.
ملاحظة حول نطق كلمة ثوب: كما هو الحال مع العديد من الكلمات العربية؛ يمكن نطق اسم هذا الثوب بالتحديد بعدة طرق وذلك حسب الموقع الجغرافي للمكان. ففي شمال فلسطين يتم نطق هذا العنصر في الغالب باسم (توب) بقلب الثاء إلى تاء، وفي الجنوب وفي المناطق البدوية يعود اللفظ إلى أصله بالعربية الفصحى أي [ثوب] لكن بضم الثاء.