تاريخ القطعة
يعود تاريخ هذا الشال المربع النابض بالألوان إلى القرن التاسع عشر وكان في الأصل جزءاً من مجموعة د.جوان كولمان، تم شراؤه لأول مرة في مزاد مدرسة برودواتر جامبل،أيار (1973)، بعد ذلك تمكنت مبادرة زيّ من الحصول عليه من مزادات كيري تايلور في 2020.
بدأت د. جون كولمان بجمع الشالات عام 1976 ثم طورت شغفها الدائم بالجمع. كانت د. كولمان تتواجد بشكل منتظم في لندن لحضور أكبر وأهم ثلاث مزادات في تلك الفترة: كريستيز، سوذبي، وفليبس، وذلك بهدف التعرف على التجار وعلى عملية المزايدة بمجملها.
خصصت د. كولمان ساعات من وقتها لفهرسة مجموعتها التي كانت تتزايد باستمرار، فاكتسبت معرفة واسعة في هذا المجال، وكانت تنوي إقراض مجموعتها إلى متاحف ومؤسسات مختلفة من أجل التعلم والتعليم. تعتبر مجموعتها إحدى أكبر وأرقى مجموعات الشالات الخاصة، تلك التي جمعت بين شالات كشمير، بيزلي، أدنبرة، نوريتش، فرنسا، وإيران.
ميزات القطعة
غالباً ما يشار إلى هذه القطعة المربعة الجميلة والنابضة بالحياة باسم (رومال) في شبه القارة الهندية وربما في أجزاء من آسيا الوسطى أيضاً، وهي عبارة عن شال كشميري (كاني) منسوج ومرقّع (جاماوار). نسجت هذه القطعة بقاعدة حمراء (مادر) من الصوف متعدد الألوان، وهي منسوجة ومطرزة يدوياً بحرير الـ(ريشم) أو الـ(فلس).
كشال كشمير مرقع نموذجي لتلك الفترة، تم نسج هذه القطعة في عدة رقع ثم ربطها بعضها ببعض. الجزء المركزي لهذه القطعة عبارة عن ميدالية على شكل نجمة، أو زهرة من ثماني بتلات منسوجة بالصوف الأخضر. يحتوي مركز هذا الشال على أشكال منسوجة معقدة (بيزلي) أو (بوتا) بأحجام وأبعاد واتجاهات مختلفة باللون الأحمر والبني والبرتقالي مما يخلق تأثيراً متنوعاً.
أما الجزء المركزي الأخضر فهو متصل بالعديد من الرقع الأخرى التي تحتوي معاً على لوحتين مميزتين تتكرر كل منهما أربع مرات بالتناوب. تتألف إحدى اللوحتين من زخرفة (بيزلي) رفيعة ممدودة ومرتبة بشكل متعاكس جنباً إلى جنب مع أنماط نباتية معقدة أخرى و (بالمت) تشكل قمة مثلثة. تحتوي اللوحة الأخرى على اثنين من أزهار البيزلي الرفيعة الممدودة مرتبتان ومتقابلتان وجهاً لوجه وتشكلان قوساً به أنماط نباتية وسعيفات متشابكة معقدة. كل لوحة متصلة بالآخر بواسطة عدة خطوط سميكة تشكل دوائر ذات سماكة متنوعة.
يؤطر القطعة إطار مربع من الجوانب الأربعة التي تحتوي على زخارف مموجة من الكرمات تتقاطع مع بعضها البعض وتشكل سلسلة مع ترتيبات نباتية على بتباعدات منتظمة. ينتهي الـ(ورب) بباقات من الأزهار المحاطة بأقواس منسوجة في رقع بألوان مختلفة كالأصفر، الأحمر (سكارلت)، العاجي، (تركواز) أو (فيروزة)، الأخضر الطحلبي والوردي – مع خيوط من الألوان المتجانسة والمعلقة كسلسلة من الشرابات والأهداب.
هذا الشال الكشميري جاماوار هو شال نموذجي من القرن التاسع عشر حيث كان يُنسج دائماً بأسلوب (النسيج_الطولاني). ومع التصميمات المعقدة والمساحات الكبيرة من الزخارف، استغرق الأمر في بعض الأحيان ما يصل إلى 18 شهراً أو أكثر لنسج شال واحد. في أوائل القرن التاسع عشر، مع إدخال تصميمات أكثر تفصيلاً، تم إدخال تقنية جديدة لتقسيم عمل شال واحد عبر أنوال متعددة، مما يجعل وقت الإنتاج أقصر نسبياً. كل نول ينسج جزءاً من نفس الشال، ثم يتم تسليمه إلى عامل الإبرة أو الرافي (الراتق)، الذي يقوم بخياطتها يدوياً معاً لتحويلها إلى قطعة واحدة. تم تنفيذ غرزة الربط بجودة ودقّة كبيرة لدرجة أنه كان من المستحيل تقريباً اكتشافها بالعين المجردة.
إن استخدام ألوان الفيروزي والأسود والعاجي مع درجات من اللون الأحمر على قاعدة مادر، وكلها مستخلصة من الخضار أو غيرها من المعادن الموجودة بشكل طبيعي، يعطي هذه القطعة من القماش نكهة نموذجية لمنطقة كشمير.
مع الرقم القياسي لمبادرة زي من الشالات الكشميرية ونظيراتها الأوروبية التي تم الحصول عليها من مجموعة د. جوان كولمان، تشكل هذه القطعة جزءاً مهماً ومتكاملاً من التاريخ حيث كانت القطعة التي حصلت عليها الدكتورة كولمان والتي ألهمتها فبدأت رحلتها الخاصة بالجمع.