Requests from referer
تاريخ القطعة
تم الحصول على هذا الرداء (القفطان) بصعوبة بالغة. فقد سعت د. ريم طارق المتولي لاقتناء أزياء مغربية قديمة، ونظراً للجهد والوقت الذي يتطلبه هكذا أمر؛ فقد تبرع شخص لمساعدتها، وبفضله اقتنت في أغسطس 2019 مجموعة ملابس نسائية تقليدية قديمة من السيدة الهولندية ليونور أرنو بونز خبيرة الفنون الآسيوية والفن الإثنوغرافي والقبلي، وهي التي كتبت: ماتت والدتي رين ڤان دير ليندن. كان والداي قد اعتادا العيش في أمستردام التي يوجد فيها ومنذ وقت طويل متجر ملابس اسمه (Reflections) ومنه كانت والدتي تشتري ملابسها. ولأنها كانت دائمة الأسفار كذلك فقد حرصت على شراء أشياء جميلة وباهظة الثمن بغية ارتدائها في أفلامها المُنتجة في أمستردام، وبعض تلك الأفلام من إنتاج شقيقها ويليام ڤان دير ليندن المخرج السينمائي الشهير.
ميزات القطعة
قفطان قديم ربما منشؤه مدينة تطوان الساحلية المتوسطية التي تتميز بطابعها الأندلسي. والقفطان هذا مخصص لحفلات الزفاف، تمّت خياطته من قماش حرير ديباج مبطن بحرير كريمي اللون، وعند الياقة وأسفل القفطان وُضعت بطانة زيتية اللون.
القماش أرضيته مشمشية اللون، وبه شكل متكرر لسلة ورود لامعة مشمشية أيضاً، وقد طُرزت يدوياً بعض السلال والورود بخيوط حرير بألوان فضية وذهبية وليلكية، وفي القماش خطوط طولية فضية فاتحة.
زُيّن صدر القفطان بتطريز أغباني بلونين أحدهما يميل إلى الأخضر الزيتي الفاتح والآخر ذهبي، واتخذ الأغباني شكل مثلثات تحيط بالجزء الأمامي من الياقة المدوّرة وتمتد نزولاً حتى أعلى السرة. كما حُلِّي التطريز بشرائط جاكار ذهبية اللون، وكذلك خياطتا الكتفين من الأعلى نزولاً حتى الإبطين. أما البريم الذهبي فقد أُضيف لجميع حواف القفطان بما فيها حواف الفتحتين الجانبيتين السفليتين وفتحتي الكمين العريضين. كما ثُبتت على القفطان أزرار كروية من خيوط الحرير بلونين زيتي وذهبي.
مزيد من التفاصيل
اختلف المؤرخون حول أصول القفطان فمنهم من أعادها إلى الهند وبلاد فارس، وغيرهم أكدوا أنه وصل إلى المغرب مع الفتح الإسلامي، وآخرون أعادوا الأصل إلى العثمانيين، لكن ثمة من يؤكد أن القفطان مغاربي، وازدهر في عهد السلطان المغربي أحمد المنصور الذهبي، ومنها انتشر في الأندلس بفضل الموسيقي زرياب في بداية القرن التاسع الميلادي. بعض المصادر أشارت إلى أن القفطان استُخدم من قبل عدة مجموعات عرقية في بلاد ما بين النهرين القديمة، وربما تمت خياطته من الصوف أو الكشمير أو الحرير أو القطن. ومهما تكن الاختلافات في وجهات النظر؛ إلا أن لا أحد ينكر الخصوصية التي يتمتع بها القفطان في بلاد المغرب العربي، والجمالية التي تكمن في القفاطين التي عُرفت عند الموريسكيين في كل من فاس وتطوان والرباط. ويشهد التاريخ أن مدينة فاس ومنذ بداية القرن الثالث عشر الميلادي كانت معروفة بمصانع الغزل والنسيج، حيث زاد عدد تلك المصانع آنذاك عن ثلاثة آلاف مصنع.
يمكن ارتداء القفطان في المناسبات الرسمية وغير الرسمية حسب خياطته وتطريزاته. فهو الزي الذي يعبر عن ثقافة مجتمع بأكمله. وتصميمه وخياطته وتطريزه بخيوط ذهبية أو بخيوط حرير أمور تحتاج إلى مهارة، وعندما يقال “القفطان خدمة معلم” أي أن خياطته وتطريزه تم على يد حرفي/ة ماهر/ة. ومن أشهر أنواع التطريز المعروفة في المغرب: الرباطي نسبة إلى مدينة الرباط، والفاسي نسبة إلى مدينة فاس.