تاريخ القطعة
اشترت مبادرة زيّ هذه القطعة من مزاد أُقيم عام 2019.
ميزات القطعة
هذا الرداء هو (عباءة)، زرقاء اللون، وهي مكونة من قطعتين موصولتين عند خط الوسط بشكل يكاد يكون مخفياً، وهي مفتوحة من الأمام ولها فتحتين واسعتين للكفين. والعباءة مصنوعة من خيوط الحرير المنسوجة مع خيوط الذهب. هذا النوع من العباءات كان معروفاً بالتحديد في سوريا منذ نهاية القرن الـ19.
فقد اشتهر نساجو دمشق وحلب بإنتاج هذا النوع من الأقمشة التي كانت تنسج يدوياً على أنوال خشبية. وعادة يتم نسج قطع قماش بألوان جميلة زاهية، ومنها يختار الأثرياء ما يفضلون ليخطيوا منها عباءاتهم، فيما تخيط السيدات من ذات القماش ملاءات (ملاية) مكونة من قطعتين يتم ارتداءهما فوق الملابس يشبهان ال(إزار)، أحدهما فوقية لتغطية الرأس والجذع، وتحتية تخاط كالتنورة.
تم نسج هذا العباءة يدوياً من خيوط الحرير الزرقاء فاتحة اللون، مع إضافة خيوط ذهبية (مقصب) لها أثناء النسج، متفاوتة السماكة والألوان المعدنية، وفق أشكال هندسية تقليدية وخطوط مستقيمة تظهر على عرض الكتفين وذلك بما يناسب المنطقة والعصر. ربما يظهر فيها تأثير بنمط التطريز المصري والليبي من أواخر العصور الوسطى. وخط الخياطة الأفقي الموجود في منتصف العباءة محاط بثلاثة معينات كبيرة منسوجة بخيوط ذهبية. وينتهي اثنان من الأشكال الثلاثية المنسوجة على الظهر بشكلين يشبهان المئذنة.
مزيد من المعلومات
ساهم تاريخ سوريا الطويل وموقعها الجغرافي – كمحور لطرق تجارية متعددة – في إثراء صناعة النسيج فيها. وقد اهتم السوريون منذ أزمان قديمة بإنتاج النسيج، فكانوا أحد أبرز صُنَّاعِه في العالم، واستخدموا خامات كثرة لحياكة أحلى الأنواع وأجودها.
لفت هذا النسيج أنظار كثيرين، وصار يمثل هدية مميزة لأصحاب المقامات الرفيعة، خاصة وأن امتلاكه لم يكن متاحاً لغالبية الناس بسبب ارتفاع سعره. وخلال الحكم العثماني، حرص الرجال والنساء على اقتناء هذا النسيج لخياطة ملابسهم وأرديتهم الخارجية، خاصةً من العائلات الثرية في مدينتي حلب ودمشق حسب الألوان التي يفضلونها. وقد درج استخدام ألوان زاهية لهذا النوع من النسيج مرتفع الثمن، مثل اللون الأحمر والأزرق والبنفسجي وغيرها، فيطلب الرجل عباءة بلون معيّن من أحد الخياطين، فيما تطلب المرأة من إحدى الخياطات لباساً من قطعتين ملاية، إزار أو (شرشف) وباللون الذي تفضله.
بين جمالية النقوش البدوية ومهارة صناعة الحرير الحضرية؛ يجمع هذا النوع من النسيج مستطيل الشكل وغير المألوف عربياً وغربياً، ما يجعله يمتاز بجمال أخاذ، وخصوصاً بعد خياطته سواء بجمع مستطيلين منه لتكوين العباءة الواسعة للرجل والتي تشبه الكيمونو الياباني، أو عند خياطة الملاية النسائية. وعندما لا يتم ارتداء الملابس المصنوعة من ذلك النسيج فإنه يبدو كقطعة سجاد أو نسيج مفروشات، ولكن عندما يتم لف الجسم بالعباءة أو ارتداء الملاءة؛ فإنه تتحول إلى لوحة بما فيها من التصاميم الهندسية المعقدة والبسيطة في آن معاً بوجود وميض لخيوط الذهب أو الفضة التي تتداخل مع نسجيها، ونظراً لقلة تكرار أنماط هذه التصاميم في النسيج فإنه يبدو ساحراً من حيث الشكل. ثم إن نوع خيوط الحرير المستخدمة وآلية نسجها تسهمان في خلق ظلال جميلة عند الثنيات.