تاريخ القطعة
هذا اللباس العلوي (ثوب) يتطابق معه قميص (كندورة)، كانت قد أهدتهما سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي – حرم الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان ووالدة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – للراحلة أم هلال عِناية بنت صالح المهيري. لكن الكندورة فُقدت، أو ربما منحتها عناية لأحد ما. وإحياءً لذكرى الراحلة تبرعت بالثوب لمُبادرة زَيّ ابنة أختها وابنتها بالقانون وزوجة ابنها الشاعرة الإماراتية فاطمة السيد الهاشمي.
اشتهرت السيدة عناية بقول الشعر النبطي، لكنها كانت أيضاً ماهرة في صناعة (تلي) و(بادلة). نشأت في خمسينيات القرن الماضي، وأصبحت واحدة من عائلة الشيخة موزة بنت الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، ثم أصبحت من المقربات للشيخة فاطمة بنت مبارك حرم الأب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
عند وفاة عناية عام 2013؛ ورثت الـثوب زوجة ابنها ابنة أختها الشاعرة الإماراتية فاطمة الهاشمي، ثم تبرعت به لمجموعة زَيّ تخليداً لذكرى خالتها عناية.
والسيدة فاطمة الهاشمي (@liyaaly) هي صديقة مقربة من د. ريم طارق المتولي، وهي داعمة لمبادرة زيّ وشغوفة بها. حصلت فاطمة على شهادة الثانوية العامة، وتزوجت من ابن عمها، وهي أم لولد وبنت. وفاطمة واحدة من الشاعرات الإماراتيات اللواتي ذاع صيتهن في الثمانينيات، بدأت بنشر أشعارها وكتاباتها الأدبية بأسماء مستعارة مختلفة من بينها: ليالي أبو ظبي، ليالي أم خالد، ونة علم، ليالي. لكنها في أحدث أربع منشورات لها بين عامي 2019 و 2021، اختارت استخدام اسمها الحقيقي والكامل.
ميزات القطعة
قبل الثمانينيات كان الذوق العام يسمح بوجود تضارب في ألوان وتقنيات اللباس التقليدي، لهذا كانت المرأة ترتدي لباساً علوياً (ثوب) مناقضاً للقميص (كندورة). لكن مع تطور هذا الذوق دخلت عادة خياطة الطقم المتطابق، والذي عُرف باسم (ثوب_وكندورة)، وفي أواخر التسعينيات تطور هذا النوع من الألبسة، حيث تمّ دمج القطعتين المتطابقتين بفتحة عنق واحدة فأصبحت الكندورة بمثابة بطانة للثوب، وأُطلق على الزيّ الناتج (ثوب_كندورة).
هذا المثال كان جزءاً من طقم (ثوب_وكندورة) لعلمنا بهذا الأمر، وقد تمت خياطة الثوب من حرير شيفون خالص، وهو يُدعى (ثوب رفرف). ومصطلح رفرف عربي يشير إلى الصوت الذي يصدره العلم عندما تحركه الهواء. نظراً لأن هذا القماش خفيف جداً وشفاف وحريري فإنه يرفرف كما هو الحال بالنسبة للعلم.
قماش الشيفون مطبوع بعناصر زخرفية تجريدية بأسلوب أوروبي أو غربي بدلاً من الزخارف الشرقية المتوقعة، هذه علامة على اتجاهات متغيرة خلال أوائل الثمانينيات ، حيث أصبحت الأقمشة الغربية أكثر عصرية من نظيراتها الشرقية التقليدية.
خط العنق (حلج) والمحور المركزي (بدحة) مطرزة آليًا بخيط معدني ذهبي (خوار_زري)، بينما تم تأطير التطريز هذا بخطين مطرزين بخيوط فضية معدنية، وهما يمتدان بطول خط العنق والمحور المركزي.