تاريخ القطعة
اشترت د. ريم طارق المتولي هذه القطعة من فاطمة المغني في عام 1993، والتي حصلت عليها بدورها من أم عبيد قوم الضنحاني.
فاطمة المغني، باحثة اجتماعية وخبيرة فولكلور، صديقة وزميلة، داعمة لمبادرة زي، ومرجع قيّم في التراث الثقافي الإماراتي.
أم عبيد الضنحاني، من مواليد 1953، وتعيش في الفجيرة، ربة منزل موهوبة في الخياطة والحرف اليدوية. لم تحضر أي تعليم رسمي كالعديد من أقرانها. تزوجت من ابن عمها في سن 15 وأنجبت 3 بنات و6 أبناء، جميعهم من حملة الشهادات الجامعية.
ميزات القطعة
صنع هذا القميص (كندورة_عربية) من قماش قطني أحمر خفيف الوزن مطبوع بنقاط صفراء بقطر 2 سم مبعثرة معروفة محلياً باسم (بو_تيلة) أو (بو_بيسة).
هذا القميص مهم للغاية كونه يظهر التطور الذي حصل مع الألفية الثانية لهذا النوع المحدد من الأقمصة التي تُدعى محلياً باسم (كندورة_عربية). وهذا النوع من الأقمصة (كندورة_عربية) خاص بالإمارات. ويُعتقد أن أصوله تعود إلى لباس (كورتا) البنجابي.
وهو ذو شق عمودي (شج) صوري، يقع في الجانب الأيسر من خط العنق (حلج) ويمتد إلى أسفل الصدر. وقد سمح وجوده بتسهيل تمرير الرأس منه، ففتحة العنق تتسع بمجرد فتح الأزرار الموجودة فيه، سواء الأزرار الكروية المصنوعة من خيوط القطن (عقم) أو التي جاءت بعدها، وهي أزرار كبس معدنية (صك_وبق).
في هذ المثال نجد أن أسلوب الخياطة قد تطوّر، فبدأت فتحة العنق (حلج) تتسع لإظهار القلائد غربية الطراز، وسرعان ما أصبحت تلك المسألة قاعدة. بالإضافة إلى ذلك فإن الخياطين غير الإماراتيين لم يكونوا عارفين بالتطريزات التراثية النابعة من الثقافة الإماراتية المحلية، وهو ما أدى إلى اختفاء الشق الجانبي التقليدي.
ومن المثير للاهتمام أن معظم الخياطين ليسوا من السكان الأصليين، وهم بالتالي يفتقرون إلى المعرفة الأساسية بالتراث الثقافي للمنطقة، الأمر الذي أدى إلى عدم الحفاظ على تلك الميزة، أي الشق، فقد أصبحت مجرد تطريزات وزخارف موجودة على الجانب الأيسر من الكندورة.
علاوة على ذلك، عن جهل، بدأ العديد من الخياطين بإضافة سحاب إلى الجزء الخلفي من الثوب لخدمة الوظيفة الدقيقة للشق الجانبي الأمامي السابق (شج). لكن للأسف، فقد أضاع هذا من تاريخ تطور الشج، ليس فقط لهؤلاء الخياطين ولكن أيضًا للنساء الإماراتيات اللاتي ما زلن يرتدين الإصدارات المعاصرة من هذه الكندورة العربية.
الأكمام أوسع نسبياً من الأمثلة السابقة ، مع تجمع القماش قليلاً عند الأكتاف ، وتحت الذراع يوجد قطعة نسيج (باط) من نفس نوع القماش ، ويتم تثبيتها عند الرسغين بأزرار كبس معدنية (صك_وبق).
يغطى التطريز على كل من خط العنق وأساور الأكمام (حيول) بخطوط كثيفة مطرزة آلياً (خوار_دج) تشبه الشرائط المعدنية الفضية الإماراتية التقليدية (تلي)، باستخدام خيط معدني فضي اللون (زري)، عليها نقوش منقطة بنفس تنقيط قماش الكندورة بالشكل والحجم، بخيوط الحرير الأصفر والأحمر (بريسم) والتي تعرف باسم (طبعة). وتزين هذه النقاط بأحجار من كريستال الكي.