تاريخ القطعة
خاطت هذا القميص (كندورة) الحرفية الماهرة السيدة مريم داوود – أم أحمد – من خورفكان التابعة لإمارة الشارقة على الساحل الشرقي من الإمارات، وقد ارتدته قبل أن تلتقي د. ريم طارق المتولي وتبعه لها حينما كان د. المتولي في زيارة ميدانية للمنطقة.
لم تحظ السيدة مريم بفرصة الالتحاق بالمدرسة، حيث تزوجت من ابن عمها وهي في سن الـ14، وأنجبت 5 بنات و4 أبناء. وقد استخدمت مهارتها الحرفية في الصناعة التقليدية لكل من التلي وأقنعة الوجه (برقع).
ميزات القطعة
هذا النوع من الأقمصة أي (كندورة_عربية) خاص بالإمارات. فهو ذو شق عمودي (شج) يقع في الجانب الأيسر من خط العنق (حلج) ويمتد إلى أسفل الصدر، ويُعتقد أن أصوله تعود إلى لباس (كورتا) البنجابي. وهذا الـشق يسمح بتوسيع فتحة العنق (حلج) للسماح للرأس بالمرور منها.
كلا الـحلج والـشج مزينان بشكل بسيط بخطوط بيضاء وفضية مصنوعة من (تلي_فاتلة)، وذات الأمر يتكرر على سواري الكمين (حيول) للتأكيد على أن اللباس مخصص لسيدة مسنة، ومع ذلك تم تطبيق هذه الخطوط البسيطة أيضاً على الأقمصة (كنادير) المخصصة للاستخدام اليومي.
نسيج الـكندورة المطبوع بالورود معروف محلياً باسم (صوف_مكة)، والذي كان يحظى بشعبية على مستوى أنحاء منطقة الخليج والعالم الإسلامي، فقد كان الحجيج يشترون قطع الصوف تلك بعد أدائهم فريضة الحج، وهي بمقاس أربع ياردات، وعندما يعودون من مكّة فإنهم يقدّمونها كهدايا تذكارية للأقارب والأصدقاء.
وللـكندورة قطعتي قماش عند الإبطين تُدعى الواحدة منها (باط)، وهي من قماش فوشيا ذو لمعان معدني وبه أشكال تشبه حبات الكاجو، تدعى الواحدة منها (كازوة). والحاشية التي تمّت خياطتها أسفل الـكندورة من ذات قماش الباط، وقد عُرفت تلك الحاشية بين نساء المنطقة الشرقية في الإمارات باسم (سنجاف) وكذلك (زنجاف)، وهي عنصر تزييني يحيط بأسفل الـكندورة بشكل أنيق.