ملاحظة عن القطعة
جاء هذا القميص مع سروال داخلي مطابق (صروال بو_نسيعة بادلة تلي) (ZI1998.50010a UAE).
تاريخ القطعة
اشترت د. ريم طارق المتولي هذا الزي من السيدة بخيته آل علي – أم صالح في عام 1998.
كانت بخيته آل علي في أواخر الخمسينيات من عمرها عندما التقتها د. ريم. وهي لم تحظ بفرصة التعليم النظامي، لكنها درست عند ”المطوعة“ القرآن الذي حفظته عن ظهر قلب كما كان الحال بالنسبة لقريناتها. تزوجت بخيتة من ابن خالتها وهي في سن الـ 13، وأنجبت 3 بنات و5 أبناء. كانت موهوبة للغاية في الحرف اليدوية، حيث قامت بصناعة الـ(بادلة تلي) التي زينت كاحل السروال (صروال) المصاحب لهذه الكندورة.
ميزات القطعة
هذا القميص (كندورة) مصنوع من قماش قطن ساتان مخطط (بو_قليم) يُعرف محلياً باسم (بو_نسيعة). القماش ذو لون قاعدة أرجواني غامق، منسوج بخطوط متكررة رأسية بيضاء، بعرض 1 سم، خطوط شيفرون، محاطة بخطوط خضراء داكنة عمودية بعرض 0.5 سم، وموضحة بخطوط ذهبية اللون 0.25 سم. بدأ ظهور قِدم العمر على قماش الكندورة حيث تشابكت الكثير من الخيوط فيها. وهذا النوع من الأقمشة شائع، وعادة ما ترتديه النساء والفتيات الإماراتيات على حد سواء.
لهذا النوع المحدد من الأقمصة التي تُدعى محلياً باسم (كندورة_عربية). وهذا النوع من الأقمصة (كندورة_عربية) خاص بالإمارات. فهو ذو شق عمودي (شج) يقع في الجانب الأيسر من خط العنق (حلج) ويمتد إلى أسفل الصدر، ويُعتقد أن أصوله تعود إلى لباس (كورتا) البنجابي.
هذه الكندورة هي مثال مهم لأنه يوضح بداية تحول الشق العمودي (شج) الموجود عادة على الجانب الأيسر من خط العنق (حلج) الذي يمتد إلى أسفل الصدر. فقد سمح وجوده بتسهيل تمرير الرأس منه، ففتحة العنق تتسع بمجرد فتح الأزرار الموجودة فيه، سواء الأزرار الكروية المصنوعة من خيوط القطن (عقم) أو التي جاءت بعدها، وهي أزرار كبس معدنية (صك_وبق).
في هذ المثال نجد أن أسلوب الخياطة قد تطوّر، فبدأت فتحة العنق (حلج) تتسع لإظهار القلائد غربية الطراز، وسرعان ما أصبحت تلك المسألة قاعدة. بالإضافة إلى ذلك فإن الخياطين غير الإماراتيين لم يكونوا عارفين بالتطريزات التراثية النابعة من الثقافة الإماراتية المحلية، وهو ما أدى إلى اختفاء الشق الجانبي التقليدي.
ومن المثير للاهتمام أن معظم الخياطين ليسوا من السكان الأصليين، وهم بالتالي يفتقرون إلى المعرفة الأساسية بالتراث الثقافي للمنطقة، الأمر الذي أدى إلى عدم الحفاظ على تلك الميزة، أي الشق الجانبي، فقد أصبحت مجرد تطريزات وزخارف موجودة على الجانب الأيسر من الكندورة.
علاوة على ذلك، عن جهل، بدأ العديد من الخياطين بإضافة سحاب إلى الجزء الخلفي من الثوب لخدمة الوظيفة الدقيقة للشق الجانبي الأمامي السابق (شج). لكن للأسف، فقد أضاع هذا من تاريخ تطور الشج، ليس فقط لهؤلاء الخياطين ولكن أيضًا للنساء الإماراتيات اللاتي ما زلن يرتدين الإصدارات المعاصرة من هذه الكندورة العربية.
أكمام هذا القميص واسعة جداً ولم تعد بحاجة إلى قطعة القماش تحت الذراع الـ(باط)، حيث يتم تثبيتها عند الرسغين بأزرار كبس معدنية (صك_وبق). في الوقت الذي تم فيه صنع هذا القميص، كان يُنظر إلى هذه الأزرار على أنها علامة على الحداثة والعصرية والمكانة الاجتماعية. حيث تم استخدام الأزرار الكروية القطنية (عقم) على الإصدارات السابقة من هذا النوع من الملابس.
في هذا المثال، تم تحديد خط العنق (حلج) وأساور الأكمام (حيول)، وتم إبراز الشكل العام بزخارف نباتية من الأرابيسك المعقدة باستخدام التطريز الآلي بخيوط الفضة (خوار تولة).
كما تعتبر هذه الكندورة مثالاً مادياً على المقولة العربية التقليدية (زينة وخزينة)، أي “الجمال والثروة في آن معاً”. فالزينة الفضية أضيفت لإبراز الذوق الرفيع للمرأة ومكانتها الاجتماعية، لكنها وقت الحاجة تصهرها وتبيعها.