تاريخ القطعة
حصلت د. ريم طارق المتولي على هذا اللباس الداخلي (صروال) كهدية من السيدة حليمة عيسى الصايغ.
في إحدى الزيارات الميدانية المنتظمة التي كانت تقوم بها د. ريم إلى قصر الشيخة حمدة بنت محمد آل نهيان – خالة الشيخ الراحل خليفة بن زايد آل نهيان – وحينها كانت تجمع بيانات ومعلومات حول الملابس التقليدية في الإمارات لتضمينها في رسالة الدكتوراه التي كانت تعدّها؛ التقت بالسيدة حليمة الصايغ.
في بداية الثمانينيات أسهمت الشيخة حمدة كثيراً في السماح للدكتورة ريم بلقاء سيدات من بطانتها والضيفات اللائي كن يجتمعن يومياً عندها في (المجلس) المفتوح سواء في أبو ظبي أو في العين. وهناك قابلت د. ريم السيدة موزة وتحدثت معها حول موضوع الأزياء.
بعد أيام قليلة أهدت موزة الوشاح للدكتورة ريم ليكون جزءاً من الدراسة، والذي أصبح في النهاية جزءاً من (سلطاني) التي تغطي الإمارات، والتي تشكل جانباً من مجموعة زي.
وُلدت حليمة عيسى الصايغ في أوائل الستينيات، وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في التربية من جامعة العين. كانت من أوائل النساء اللواتي عملن في وزارة التربية والتعليم بأبوظبي حيث ولدت ونشأت. تزوجت من ابن عمها وهي في سن الـ20، وأنجبت 5 بنات و3 أبناء. وهي سيدة واعية بالموضة، وتتكيف باستمرار مع اتجاهاتها الحديثة، فتختار طرز ملابسها بما يتوافق مع المعايير المقبولة اجتماعياً على المستويين الشخصي والمحلي.
ونظراً لمفاهيم الاحتشام السائدة في الثقافات العربية؛ فإن قطعة الملابس هذه من بين أندر القطع التي يتم الحصول عليها بسبب قِدمها، ولأنها تجسد لباساً خاصاً وشخصياً.
ميزات القطعة
تمت خياطة هذا اللباس الداخلي (صروال) من نوعين مختلفين من الأقمشة، وهو الأمر الذي كان سائداً قبل أن يسهم النفط في تغيير منطقة الخليج. الجزء السفلي المرئي منه خِيط من خامة مكلِفة، وفي هذا المثال هو من حرير ساتان. وعادة ما تتم خياطة الجزء العلوي الخفيّ منه من القطن، أو من قماش حريري رخيص نسبياً أو من بقايا قماش حريري. وكان القطن هو الخيار المفضل لأنه يسهم في توفير التهوية والبرودة للجسم، ولأنه أمتن من الحرير، كما أنه أفضل من الناحية الصحية لكونه يلامس منطقة خاصة من الجسم بشكل دائم.
في هذا المثال تمت خياطة الجزء العلوي من الصروال من قماش قطني ذهبي اللون مطبوع باللون الأحمر، ويعرف محلياً باسم (كامري)، أما الجزء السفلي فهو من حرير ساتان هندي مطرّز بعناصر زخرفية نباتية بشكل ورود، ولأنها شُبهت محلياً بشكل الطائر فقد أُطلق على الخامة اسم (بو_طيرة).
بشكل عام، تتكون كفتا الصروال من العديد من الشرائط المضفورة تدعى (فتول) أو (فاتلات)، يتم صنع كل منها بشكل منفرد عن طريق خيوط القطن (هدوب)، الحرير (بريسم)، الخيوط الصناعية (نايلون)، أو من أسلاك معدنية مطلية بالذهب أو الفضة (تلي). وقد أدى ذلك إلى إنشاء أكثر من 40 تصميماً مسجلاً متميزاً، بعرض وتعقيدات متفاوتة، وغالباً كل تصميم كان يسمى حسب شكل زخرفته.
وتتكون البادلة عادةً من الجزء المركزي الكبير(بيت) والأطراف (طراف) أو (بروي). ويمكن أن يكون البيت ما بين ضفيرة واحدة و20 ضفيرة من (فتول تلي) وبزخارف مختلفة، ثم تخاط الضفائر يدوياً مع بعضها البعض على أن يكون البيت محاطاً بالطراف لتشكيل حدوده.
يتضمن النمط الأساسي التقليدي للبادلة عدة أقلام تدعى (تلي_شكل) أو (بروي)، وهي تقع بين البيت والطراف. وعادة ما يوضع (تلي_قيطان) على الطرف السفلي، بينما يزين الطرف العلوي (بروي) بشكل (تلي_غولي) أو (تلي_منشارة). ويتم صنع كل ضفيرة بشكل منفصل ثم تخاط الضفائر يدوياً مع بعضها البعض.
عادةً يتم تخصيص البادلة العريضة والكبيرة كما في هذا المثال للمناسبات الاجتماعية، في حين يتم تخصص البادلة الأصغر حجماً والأضيق للصروال اليومي أو لصراويل السيدات المسنات.
الكفة المزخرفة الـ(بادلة) لها شكل تقليدي أساسي نموذجي لهذه الفترة من الزمن. وتزين التلي مكتمل بالخوص المعدني اللامع. في هذا المثال، الضفيرة العلوية مصنوعة من خيوط قطنية (هدوب) سوداء اللون وشريط خوص معدني فضي، وتم تكوين الزخرفة بهيئة أسنان المنشار (تلي_منشارة)، وتحته ضفيرة أخرى مصنوعة من شريط خوص فضي بطول 5 سم، نٌفذ بغرزة جارية واحدة تُدعى (تلي_فاتلة)، (تلي_فتول)، أو (تلي خوصة)، والضفيرة الثالثة مكوّنة من خيوط قطنية خضراء اللون وشريط خوص معدني فضي بشكل قطري متكرر يشبه شرائح البطيخ (تلي_فنخ_البطيخة)، أما الرابعة التي تليها فهي مكوّنة من خيوط قطنية حمراء اللون وشريط خوص معدني فضي (تلي_فتول)، وينتهي الجزء المركزي الـ(بيت) بشريط عرضه 2 سم (تلي_مثلثات).
حواف الكفة (طراف) مكونة من شرائط معدنية فضية مضفورة مع خيوط حمراء (تلي_فاتلة) أو (تلي_خوصة)، متبوعاً بخيوط بيضاء من نفس الشكل، وتنتهي بخيوط سوداء (تلي_غولي).
يتم فك الصروال وإغلاقه باستخدام الأزرار التقليدية (عقم). الحلقات (غرم) التي توضع فيها هذه الأزرار أصلية مصنوعة من خيوط حمراء. ولكن من المحتمل أن الأزرار الزرقاء الداكنة الغير متطابقة هي إضافة لاحقة، وربما تكون مأخوذة من قطعة ملابس مغربية. هذه الأزرار القطنية ليست فقط مصنوعة من مادة مختلفة عن حلقاتها، وكذلك اللون لا يتطابق مع أي شيء آخر في الصروال.
تتميز هذه القطعة بحبل قطني منسوج متعدد الألوان (نسيعة) يُربط حول الخصر لتثبيت الصروال.