تاريخ القطعة
في تجمع غير رسمي في العين، وبينما كانت د. ريم طارق المتولي تطرح أسئلة حول موضوع الملابس التقليدية. استفسرت عن أهمية وجود أشكال مختلفة من أقنعة الوجه (برقع). من بين الضيفات الحاضرات؛ بادرت سيدة بالتطوع وتقديم الإجابات.
وقد كشفت السيدة لطيفة حمدان – أم سعود – أنها لم تعد تستخدم البرقع أنها امرأة عاملة، لكن ما يزال عندها نموذج لبرقع من والدتها، وكانت سعيدة لأنها أهدته للدكتورة ريم.
صباح اليوم التالي، سلّم سائق السيدة لطيفة هذا البرقع النادر للدكتورة ريم، وسلوك الإهداء هذا هو عادة تُمارس في جميع أنحاء العالم العربي، حيث يقدم الناس الهدايا بسخاء لمجرد أن أحدهم طرح أسئلة ما، وأبدى اهتماماً بموضوع أو بشيء ما.
لطيفة حمدان -أم سعود – خريجة جامعة العين، حصلت على بكالوريوس في التربية. تزوجت من ابن عمها وهي في عامها الأول في الجامعة. أنجبت ابنتين وأربعة أبناء، ثم أصرت على دخول قوة العمل لتصبح معلمة في المرحلة الابتدائية.
ميزات القطعة
يعتبر وضع قناع الوجه أولاً وقبل كل شيء حسب عمر المرأة. وأغلبية الفتيات كن ملزمات اجتماعياً وليس دينياً بوضعه في سن البلوغ الذي كان حسب التقاليد السن المناسبة للزواج، وعادة حين تضع الفتاة البرقع وهي في هذا السن فهذه إشارة على أنها متزوجة. غير أن التحضر والتعليم والمشاركة في سوق العمل في بداية الثمانينيات أمور أسهمت في رفع سن الزواج، وهو ما ساعد في انتهاء عادة الزواج المبكر.
تتكون جميع أقنعة الوجه (برقع) من خط الجبين العلوي (يبهة)، متبوعاً بفتحة العين (قرضة)، (شلعة) أو (دمعة)، وخط الأنف (سيف) ، وخط الخد (سطار) أو سطرات، والمنخر (خرة)، والبطانة الداخلية (بطانة)، والحبلين الذي يساعدان في تثبيت البرقع على الوجه (شبوج).
تصميم شكل البرقع (قرضة) تم بما ينسجم مع ملامح وجه المرأة، حيث يمكن إبراز بعض الجماليات أو إخفاء العيوب. وعموماً يتم استخدام البراقع الرائعة التي تُظهر المزيد من ملامح وجه الشابات والمتزوجات حديثاً، أو خلال المناسبات، فيما تضع النسوة الأرامل وكبيرات السن البراقع الكبيرة التي تخفي أكبر مساحة من الوجه وخصوصاً في الأماكن العامة. وغالباً تتم تسمية البراقع بناءً على شكلها وعلى المنطقة الجغرافية والوظيفة.
هذا البرقع يشبه البرقع الذي يُسمى ياسي، ولهذا يطلق عليه اسم برقع ياسي، ويمكن أن يُطلق عليه أيضاً اسم (مياني) في إشارة إلى حجمه وشكله. وعادة يُثبت على الوجه بعد شد حبلين مضفورين من الخيوط الفضية يدعيان شبوج.
لخياطة البرقع تُقص قطعة من القطن المصبوغ باللون النيلي (خرجة_نيل) التي تستورد بعدة درجات لونية تتراوح من الأزرق الداكن إلى الأرجواني، وعادة تُفرك لإظهار بريق معدني خاص يتراوح بين الأصفر إلى البني والذهب المحمر كما هو الحال في هذا البرقع.
ولأن البرقع يُلطخ الوجه بسبب النيلة المصبوغ بها؛ فإنه يبطن بقطعة قماش قطنية تُخاط على الجهة الداخلية من البرقع، لكن بحلول الثمانينيات استُخدمت أشرطة لاصقة تُدعى (لزق) ، كما في هذا البرقع. وفي مطلع القرن الحالي استُبدل اللزق بشرائح شفافة لاصقة أيضاً لها شكل البرقع.