ملاحظة عن القطعة
فُقد اسم مصدر هذا الوشاح (شيلة) في رمال الزمن، فليس باستطاعة أي شخص في مُبادرة زَيّ أن يتذكر كيف أصبح ضمن مجموعتها.
تاريخ القطعة
على وشاح الرأس هذا (شيلة) يوجد نموذخ مشغول يدوياً للمسجد النبوي في المدينة المنورة بالسعودية. وتبدو في النموذج عدة مآذن وقبة مركزية كبيرة يعلوها هلال ونجمة مبالغ في حجميهما.
حتى الثمانينيات كان الحجيج من النسوة يشترين مثل هذا الوشاح من المدينة كتذكارات شخصية لهن، وبعد عودتهن إلى الديار كن يرتدينها حين استقبال الضيوف كدليل منهن على وصولهن إلى هذا المعلم الديني. وهذا النمط من الأوشحة موجود في جميع أنحاء العالم الإسلامي بالرغم من ندرة مشاهدته اليوم.
لا يمكننا إعطاء تاريخ دقيق للقطعة لأن بائعتها لم تفصح عن ذلك. لكن قد تكون مصنوعة في الهند، ثم جُلبت إلى دبي من السعودية عام 1979.
كثيرات هن النساء اللواتي لا يدركن قيمة توثيق أغراضهن الشخصية وأهمية وضعها ضمن مجموعة تاريخية، وبالتالي لم يكن من السهل إقناعهن بالتخلي عن مثل تلك القطع لصالح مُبادرة زَيّ إلا بعد تقديم مقترح لهن باستخدام أثمانها للمساهمة في بناء مسجد أو مدرسة كـ(صدقة).
ميزات القطعة
النسيج الأساسي للـشيلة من خامة تول (تور) الحرير أسود اللون، وقد ثُبتت على الـشيلة يدوياً أسلاك من الفضة (خوص) لتبدو بتصميم المسجد النبوي على طولها البالغ مترين.
وعادةً يكون عرض شريط الـخوص 0,635 وطوله يتراوح بين 46 و61 سم، ويتم إدخاله في النسيج بإبرة مسطحة له عين عريضة، وبتكرار العملية في ذات المكان تتقاطع الأسلاك فوق بعضها البعض لتكوِّن أشكالاً هندسية كنجوم صغيرة، ثم تُضغط بالأظافر، وبعدها يُمرر القماش في بكرة لتسطيح المعدن أكثر.
صُممت هذه الـشيلة ليتم ارتداؤها في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية، وكانت تُلف بطريقة تجعل شكل المسجد يتموضع على الكتفين. لكن مع الزمن تشوهت الفضة الموجودة فيه قليلاً.
وهي مثال مادي على المقولة العربية التقليدية (زينة_وخزينة)، أي “الجمال والثروة في آن معاً”. فالزينة الفضية أضيفت لإبراز الذوق الرفيع للمرأة ومكانتها الاجتماعية، لكنها وقت الحاجة تصهرها وتبيعها.
الكلمات الدالة: منغدة تلي