تاريخ القطعة
اشترت د. ريم طارق المتولي هذا الـ(يوسيجيري_كيمونو) الحريري الكتان المطبوع من تاجر في اليابان عام 2017، وكان في الأصل ينتمي إلى زوجة تاجر ثري من منطقة شوناي بمحافظة ياماغاتا اليابانية، وتمت إضافتها إلى مجموعة مبادرة زي.
ميزات القطعة
صُنع هذا الـ(كيمونو) المرقّع من نسيجين هما الكتان والحرير مع طباعة استنسل أو تقنية (طباعة_كاتازومي).
يتكون الجزء الرئيسي في الكيمونو بشكل أساسي من الكتان المنسوج باللونين الأسود والعاجي مع أنماط هندسية مربعة، بينما تم ترقيع النصف السفلي من الفتحة الأمامية إلى جانب الحاشية بحرير أزرق نيلي (إنديغو) مزين بنقوش نباتية منفذة من خلال تقنية طباعة الاستنسل أو طباعة_كاتازومي.
تعكس بطانة القطعة استخدام طبقتين من القماش مثل الجزء العلوي. وهي مبطنة بشكل أساسي بنسيج (ساتان) مصبوغ (شيبوري) باللون البرتقالي النابض مع بتلات العصفر وأما الحاشية فهي من الساتان الأسود العريض على الأكمام والأسفل كاملاً مع زيادة قليلة عند الحاشية السفلية ربما للاستخدام في أشهر الخريف الباردة أو الربيع.
أصبح يوسيجيري_كيمونو رائجاً خلال فترة إيدو – ١٦٠٣-١٨٦٧ م – عندما وضعت القوانين الصارمة قيوداً على استخدام الحرير والأقمشة باهظة الثمن. ومع ذلك، أدت التنمية الاقتصادية إلى ظهور طبقة التجار الأغنياء مما أدى إلى ظهور هذا النوع من الكيمونو.
يوسيجيري_كيمونو هو في الأساس كيمونو مصنوع من خلال تجميع نوعين مختلفين أو أكثر من القماش – القطن والكتان والحرير – بأي شكلٍ كان. وأصبحت تقنية الترقيع التي كانت ذات يوم مشهورة فقط بين المزارعين الفقراء شائعة بشكل كبير بين طبقة التجار الأغنياء أيضاً.
في الأصل، كان هذا النوع من الكيمونو يستخدم كحفظ وإطالة عمر الأقمشة الثمينة ليصبح في نهاية المطاف هواية عصرية بين نساء العصر الحديث الثريات في اليابان في القرن التاسع عشر لصنع الكيمونو بالإضافة إلى العناصر المنزلية الأخرى مثل الشاشات وأغطية الأثاث.
في حين أن أصل تقنيات وطرق معينة في المنسوجات مثل غرزة_الساتان يمكن أن يعود إلى الصين، ويمكن أن يعزى انتشاره في جميع أنحاء العالم إلى طريق الحرير، يعتقد أن التقنيات والأساليب الأخرى المماثلة قد نشأت بشكل مستقل في مناطق مختلفة من العالم في وقت واحد تقريباً من تاريخ البشرية.
على الرغم من أن مبادرة زي تهتم بشكل أساسي بتراث الملابس والزينة في العالم العربي، إلا أنها تضم في مجموعته نماذج من مناطق خارج المنطقة، يتم جمعها لتوضيح عناصر وتأثيرات مشتركة محددة تشهد على أن العالم العربي لم يكن موجوداً من فراغ. لقد استمدت باستمرار، ولا تزال تستمد الإلهام والتأثيرات من الثقافات التي تتعامل معها سواء من خلال التجارة أو الظروف الجيوسياسية، وخاصة تلك البلدان الواقعة على طريق الحرير القديم.
لذلك، لا يسع المرء إلا أن يرسم أوجه تشابه بين العديد من التقنيات المستخدمة في مثل هذه الملابس، مثل (كوتشينغ) وتقنيات حياكة الخيوط أو الـ(مكرمية)، أو الزخرفة المعدنية المسطحة أو الـ(تلي)، التي تشبه تماماً تلك الموجودة في أجزاء مختلفة من المنطقة العربية.
يُظهر الكيمونو أيضاً مثالاً على أوجه التشابه التي يمكن استخلاصها من نمط لباس المرأة العربية بالأخص الـ(ثوب) الشائع في منطقة الخليج، وهي مكونة من ثلاث مقاطع غير مقصوصة من الملابس العريضة التي تشكل الجزء المركزي ومقاطع الأكمام الجانبية المتشابهة جداً في شكل الكيمونو.
وفي هذا النموذج بالأخص هناك وجه إضافي لذلك التشابه، فالترقيع في الأثواب الخليجية أيضاً من الأمور التي كانت شائعة تراثياً، حيث كان يتم استخدام الأقمشة النادرة في أماكن مميزة من الثوب مثل الـ(باط) كما في المثال(ZI1990.50071 KSA) وغيره الكثير.
هذا ويعتقد انها الأصل في المقاطع التي نراها في الـ(ثوب) الـ(مفحح) أو الـ(ميرح) أو الـ(ميزع)، كما في المثال(ZI2018.500180 UAE) أو (ZI1984.50025 UAE) وغيرها الكثير.
مزيد من المعلومات
كاتازومي هي تقنية طباعة نسيج يابانية تقليدية تستخدم الاستنسل لإنشاء تصميمات معقدة ومفصلة على القماش. تُترجم كلمة “katazome” إلى “صباغة الاستنسل” باللغة الإنجليزية، وتتضمن التقنية إنشاء استنسل من الورق أو مواد أخرى ثم وضع معجون مقاوم على القماش من خلال الاستنسل. بمجرد أن يجف المعجون، يتم صبغ القماش، وتظل المناطق التي تم وضع معجون المقاومة فيها غير مصبوغة، مما يؤدي إلى تكوين نقش على القماش.
عادة ما يتم صنع كاتازومي استنسل باستخدام مزيج من النحت اليدوي وتقنيات القطع بالآلة. يمكن أن تكون قوالب الاستنسل نفسها مفصلة للغاية، مع تصميمات وأنماط معقدة قد تستغرق أسابيع أو حتى شهوراً لإنشائها. يمكن أن يختلف معجون المقاومة المستخدم في كاتازومي أيضاً اعتماداً على التأثير المطلوب، حيث تكون بعض المعاجين أكثر مقاومة للصبغ من غيرها.
خلال فترة إيدو (1603- 1868)، أصبح كاتازومي شكلاً فنياً شائعاً بين عامة الناس في اليابان، وظهرت أنماط إقليمية مختلفة من هذه التقنية. بالإضافة إلى الملابس، تم استخدام كاتازومي لإنشاء مجموعة واسعة من الفرش المنزلي مثل الستائر والفراش ومفارش المائدة. وجعلت التصاميم المعقدة والألوان النابضة بالحياة من كاتازومي حرفة مطلوبة للغاية، واستمرت شعبية هذه التقنية في النمو.
المراجع
- Morishima, Yuki, et al. Kimono Refashioned: Japan’s Impact on International Fashion. USA, Asian Art Museum, 2018.
- Kahlenberg, Mary Hunt. Asian Costumes and Textiles: From the Bosphorus to Fujiama. Italy, Skira, 2001.
- Liddell, Jill. The Story of the Kimono. USA, E P Dutton, 1989.
- Dalby, Liza Crihfield. Kimono: Fashioning Culture. Reaktion Books, 1993.
- Gluckman, Dale Carolyn and Sharon Sadako Takeda. When Art Became Fashion: Kosode in Edo-Period Japan. Los Angeles County Museum of Art, 1996.
- Kimono: Kyoto to Catwalk. 27 Aug. – 25 Oct. 2020, V&A South Kensington, London https://www.vam.ac.uk/exhibitions/kimono-kyoto-to-catwalk
- Gluckman, Dale Carolyn. “Liza Dalby. Kimono: Fashioning Culture.:Kimono: Fashioning Culture.” Museum Anthropology, vol. 19, no. 1, Mar. 1995, pp. 79–81. Crossref, https://doi.org/10.1525/mua.1995.19.1.79
- “Meisen Kimono From HALI 184 – HALI.” HALI, 24 July 2015, hali.com/news/meisen-kimono.
- Kimono Style: Edo Traditions to Modern Design: The John C. Weber Collection. USA, Met Publications, www.metmuseum.org/art/metpublications/Kimono_Style
- Kimono Refashioned. 8 Feb. – 5 May, 2019, Asian Art Museum, San Francisco https://exhibitions.asianart.org/exhibitions/kimono-refashioned/
- Takeda, Sharon Sadako. Monumenta Nipponica, vol. 49, no. 2, 1994, pp. 245–47. JSTOR,https://doi.org/10.2307/2385177. Accessed 10 May 2023.
- Guth, Christine. Journal of Japanese Studies, vol. 20, no. 2, 1994, pp. 518–22. JSTOR, https://doi.org/10.2307/133209. Accessed 10 May 2023.
- Richard, Naomi Noble. “Nō Motifs in the Decoration of a Mid-Edo Period Kosode.” Metropolitan Museum Journal, vol. 25, 1990, pp. 175–83. JSTOR, https://doi.org/10.2307/1512899. Accessed 10 May 2023.
- Kramer, Elizabeth. “Review of ‘Kimono: A Modern History.’” Reviews in History, School of Advanced Study, 2015. Crossref, https://doi.org/10.14296/rih/2014/1787.